كتب _ اشرف المهندس
ويتجدد اللقاء الايمانى وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين ومع فضيلة الشيخ الدكتور /مديح سميح الطويله من علماء الأوقاف إمام وخطيب بمديرية أوقاف الاسكندريه
الفم مايخرج منه ومايدخل فيه
الحمدلله أمر عباده بالكلم الطيب ؛وبالأكل من الحلال الطيب وأشهدأن لا إله إلا الله خلق الانسان علمه البيان وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله حفظ لسانه فلم ينطق الاخيرا وحفظ بطنه فلم يأكل إلا حلالا ؛اللهم صلى وسلم عليه وعلي آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
خلق الله الإنسان في أحسن صورة قال تعالي ((ياأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ماشاء ركبك ))وخصه بالنطق والبيان وركب فيه من الحواس ماميزه عن سائر المخلوقات ؛ومن هذه الحواس الفم وفيه اللسان والشفتان قال تعالي ((ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين))
ولكي يشكر العبد ربه علي نعمة الفم عليه أن يحاسب نفسه علي كل ما يخرج من فمه وأعني به الكلام وعلي كل ما يدخل في فمه وأعني به الطعام والشراب؛
فأما الشق الأول وهو الكلام فالقرآن أخبر المسلم أن عن يمينه وشماله ملائكة تكتب كل كلمه يقولها ((إذ يتلقي المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد))((وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين ))
وعلمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ألانقول إلا خيرا (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أوليصمت ))ويقول في حديث آخر ((رحم الله امرءا تكلم فغنم أوشكت فسلم))
واعتبر سلامة اللسان من الكلام السيء دليلا علي سلامة الايمان فيقول صلى الله عليه وسلم ((لايستقيم إيمان عبد حتي يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتي يستقيم لسانه))
كما حرم رسولنا صلى الله عليه وسلم علي المسلم أن يصخب أويلعن أو يسب غيره فيقول صلى الله عليه وسلم ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللغات ولا الفاحش ولا البذىء ))فالمسلم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سلم المسلمون من لسانه ويده))فلا يسخر من الناس ولا يغتابهم ولا يكن نماما ولا يعير الأخرين بعيوب فيهم فقد يقول العبد كلمة ترفعه عند الله درجات وقديقول كلمه ترمي به في جهنم فيقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ((إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالي مايلقى لها بألا يرفعه الله بها درجات ؛وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقى لها بألا يهوي بها في جهنم .
فالكلمة الطيبة التي تخرج من الفم بها تحفظ الموده وتؤلف القلوب وتزيل الغضب وتشعر بالرضا والسعاده لاسيما إذا رافقتها إبتسامة صادقه
والكلمة الطيبة تفتح أبواب الخير واغلق أبواب الشر وتكون سببا لاستدامة العشرة بين الزوجين وبها تزول الخلافات بين الزوجين .
والكلمة الطيبه التي تخرج من الفم بها تدوم الألفة بين الآباء والابناء
والكلمة الطيبة التي تخرج من الفم تكون سببا في دخول الجنة فحينما ذكر الصحابة وقالوا يارسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصون النهار وتؤذى جيرانها بلسانها فقال رسول الله لاخير فيهاهي في النار ؛
وقالوا فلانة تصلي المكتوبة وتتصدق بأثوار ولاتؤذي أحدا فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم هى في الجنة .
والكلمة الطيبة التى تخرج من الفم تكون للفقراء إحسانا أفضل من عطاء يتبعه آذى قال تعالي ((قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعا أذى))
ولما كانت للكلمة هذه الاهميه حث الاسلام علي حفظ الفم وما يخرج منه وعدم إطلاق العنان للسان وان كل ما يصدر منه من أقوال محسوبة له أو عليه ولهذا قال النبى صلي الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه حينما سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم قائلا أو إنا لمآخذون بما نتكلم قال ثكلتك أمك يامعاذ وهل يكب الناس في النار علي وجوهم إلا حصائد ألسنتهم
وقال صلي الله عليه وسلم في وصيته فقال ((احفظ لسانك فمن حفظ لسانه حفظه الله يوم القيامه وسئل رسول الله عن أكثر ما يدخل الجنة قال تقوي الله وحسن الخلق وسئل صلي الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال الأجوفان الفم والفرج .
أما بالنسبة لما يدخل في فم الانسان فالله أمر المسلم ألا يدخل من فمه الي بطنه إلا ماكان من كسب حلال طيب قال تعالي ((ياأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات مارزقناكم))
فالكسب الحلال ينير القلب ويشرح الصدر ويورث الطمأنينة والسكينه والخشية من الله ويعين جوارح الإنسان علي العباده ويكون سببا من أسباب قبول العمل الصالح وإجابة الدعاء
ولذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبى وقاص حينما قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم :ادع الله أن يجعلنى مجاب الدعوة فقال ياسعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ؛والذى نفس محمد بيده أن الرجل ليقذف اللقمة الحرام فى جوفه ما يتقبل منه أربعين يوما وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به)
وفي الحديث الآخر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أيها الناس :إن الله طيب لايقبل إلا طيبا ؛وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إنى بما تعملون عليم ؛وقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات مارزقناكم ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغير يمد يده إلي السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملابسه حرام وغذى بالحرام فأنى يستجاب له)
أما الكسب الخبيث الحرام فأنه شؤم علي صاحبه بسببه يقسو القلب وينطفيء نور الايمان في قلب العبد ويكون حائلا بينه وبين إجابة الدعاء
يقول سهل من أكل الحرام عصت جوارحه شاء أم أبى علم أم لا ومن كانت طعمتة من خلال أطاعته جوارحه ووفقت الخيرات.
وقيل إن أول لقمه يأكلها العبد في فمه من خلال يغفر له ماسلف من ذنوبه ومن أقام نفسه مقام ذل في طلب الحلال تساقطت عنه ذنوبه كتساقط ورق الشجر.
ولهذا كان اهتمام القرآن علي تربية المسلم أن يراعى ما يخرج من فمه وما يدخل فيه
فاللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك واجعل نطقنا ذكرا وصمتنا فكرا ونظرنا عبرا